إعداد-محمودابومسلم
البشر بطبيعة الحال هم حيواناتٌ إجتماعية يُميزهم الترابط ويتسمون بالتكامل
وحسن التعامل بالأتراح قبل الأفراح
متعاونون داخل الأسرة الواحدة…متشعبون فى العلاقات…متأخون بالحياة الإجتماعية
والرهاب نوع من أنواع إضطراب القلق يجعل الأشخاص يشعرون بالخوف والقلق ويجعلهم يتجنبون هذه الأشياء وبالرغم من أن بعض القلق في المواقف الإجتماعية أمرٌ طبيعي إلا أن الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الإجتماعي يكون لديهم الكثير من القلق مما يدفعهم إما إلى تجنب هذه المواقف الإجتماعية أو المعاناة من الضيق والحرج أثناء التجمعات والتعامل مع أكثر من شخص بأنٍ واحد حيث يشعرون بالقلق من أن يبدو أداؤهم أو تصرفاتهم غير مناسبَة وفي كثيرٍ من الأحيان يشعرون بالقلق من أن يكون ذلك واضحاً لذلك يتعرَّقون أو يُصابون بإحمرار الوجه أو التقيُّؤ أو الإرتعاش أو يتهدَّج صوتهم
كما يشعرون بالقلق أيضًا من فقدان سلسلة أفكارِهم أو عدم قدرتهم على إيجاد الكلمات للتعبير عن أنفسهم أمام الغير
وترتبط بعضُ أشكال الرهاب الإجتماعي بحالاتٍ محددة من الأداء مما يؤدي الى القلق عندما يكون على الشخص أداء نشاط معين في الأماكن العامة فقط
بينما لا يؤدي نفسُ النشاط عند قيام الشخص به وحده الى أيِّ قلق
وتشتمل الحالاتُ التي تؤدِّي عادة إلى القلق بين المصابين بالرُّهاب الاجتماعي ما يلي:
الخطابة أو الحديث أمام العامَّة
الأداء العلني، مثل القراءة في الكنيسة أو العزف على آلة موسيقيَّة
تناول الطعام مع الآخرين
مقابلة أناس جُدُد
المحادثة
توقيع وثيقة أمام الشُّهُود
استخدام حمَّام عام
وهناك نوع أكثر عموميَّة من الرُّهاب الاجتماعي يتميَّز بالقلق في العديد من المواقف الاجتماعيَّة.
وفي كلا نوعي الرهاب الإجتماعي يخشى الأشخاص من أن يكون أداؤهم أقل من توقعات الآخرين أو يخشون النقد في المُداولات الاجتماعية ويخافون الحرج أو الخذلان أو الرفض أو الإساءة من الآخرين وقد يدرك أو لا يدرك المَرضى أنَّ مخاوفَهم غير عقلانية ومفرطة.
لذلك يُصنف الخوف من المواقف الاجتماعية علي أنة إضطراب عقلي عندما يرتبط بالمواقف الاجتماعية بشكل كبير ويبدأ في التأثير في الحياة الطبيعية ويتطور شعور القلق المرتبط بهذه الأنواع من المواقف ليصبح حاد جدا وغالبا ما يتطور الرهاب الاجتماعي خلال مرحلة الطفولة والمراهقة حيث يكون له تأثير سلبي على الأداء المدرسي وله علاقتة الوثيقة بالجينات الوراثية والتجارب المؤلمة وأنماط السلوك المكتسبة ويمكن أن يؤثر على الحياة بصعوبة بالغة حيث يُعقد العلاقات الشخصية والعمل والدراسة ويُثبب أنواع مختلفة من القلق الشديد وقد يصبح الأشخاص الذين يعانون منه أكثر قلقا خلال المقابلات الرسمية أو مواجهة الأطباء أو الأشخاص الآخرين من ذوي السلطات أو أثناء إجراء المكالمات الهاتفية المهمة كما أن التفاعل الاجتماعي البسيط في العمل أو المدرسة قد يسبب لهم ذلك ايضاً
وفي أسوأ الأحوال يببدأ الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي في تجنب المواقف التي يعتبرونها مؤلمة بالإضافة إلى عزل أنفسهم عن العمل والعلاقات الشخصية
أعراض الرهاب الاجتماعي
تشمل الأعراض الجسدية للرهاب الاجتماعي خفقان القلب أو الدوار أو الارتعاش أو التعرق أو آلام المعدة أو الرأس أو جفاف الفم والحلق أو الصداع كما يساعد تناول القهوة وتعاطي المخدرات وقلة النوم في جعل الأعراض أسوأ بكثير.
ينطوي القلق الناتج عن الرهاب الاجتماعي على الشعور بالخوف من التعرض للإهانة والخجل وتعرف هذه المخاوف بأنها غير واقعية وإلى حد ما لاشعورية ففي المواقف المؤلمة يُصبح الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي أكثر تركيزا على طريقة تعاملهم مع الآخرين بالإضافة إلى الأعراض الأخرى.
وقد يعتقدون أيضا أن جميع الأشخاص الآخرين في نفس الموقف ينتقدون طريقة تعاملهم على الرغم من أن هذا ليس صحيحا
كما يحاولون الوصول إلى الكمال حيث يحملون أنفسهم الكثير ويقسون عليها كذلك.
قد يؤدي الرهاب الاجتماعي إلى ظهور مشاكل أخرى
كالإكتئاب الذي يرتبط به بقوة مما يدفعهم ألى تعاطي الكحوليات أو المواد الأخرى من أجل تخفيف الأعراض المرتبطه بالإكتئاب إلا أن استخدام تلك المواد يجعل الوضع أسوأ بكثيربالإضافة إلى أن استخدامها قد يؤدي إلى الإدمان كما قد تؤدي المعاناة التي يسببها الرهاب الاجتماعي إلى تولد الأفكار الانتحارية.
يمكن علاج الرهاب الإجتماعي على نحو فعال قويم وينبغي إلتماس العلاج النفسي بمجرد التعرف على مشاعر الخوف الشديد المتعلقة بالمواقف الإجتماعية وتناول الأدوية الطبية ايضاً لعلاج الرهاب الاجتماعي من خلال:-
المعالجة بالتعرُّض
العلاج السُّلوكي المعرفي
ففي كثير من الأحيان يستمرّ الرهاب الإجتماعي إذا تُرك من دون علاج ممَّا يَتسبب في لجوء الكثير من الأشخاص إلى تجنب الأنشطة التي يودون القيامَ بها وهنا تقف حياتهم ويصابون بشيخوخه مبكرة تسلب أرواحهم وتمنعهم من الإستمتاع ببريق الحياة